[ من انا / تعبيري الكتابي / موسيقى / ادب ]

يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت ان تغفر لي بعد أمي

-مظفر النواب

لا ادري ان كنت قد انتقيت هذه الصفحة بعشوائية ام انك قررت زيارة الموقع حتى النهاية, اذا كان الأخير, فأسمح لي بشكرك على استمتاعك بهذه الرحلة الرقمية الصغيرة

قطع ادبية استسغيت

الانتقاء سيكون لا على التعيين لسبعة قطع ادبية!

ملحمة كلكامش

غالب الناس ما يظن ان فحوى القصة تكمن في تقبل الانسان للموت, الا انني اجد في نهايتها طابع فلسفي اعمق, اجد ان الملحمة توضح لنا ان امور قد يراها الانسان بسيطة مثل الاستمتاع بمأكل معين او الغوص في عمل فني معين هي نعم عظمى قد لا يجد الانسان نففسها يقدرها, هذا و نرى ان موت انكيدو, الذي حارب مع كلكامش الالهه نفسهم, كان وقعه كبير لدرجة وعي كلكامش بأهمية الحياة بأكبر قدر ممكن من الرفاهية في سبيل رقود اخيه في سلام, هذا من وجهة نظر شخصية, و قد نرى بعض الامور المتصلة بديانات ابراهيمية مثل ذكر الطوفان الكبير و صراع انليل مع الالهه, الذي من الممكن ان يكون مادة جيدة للبحث, فلعل انليل هذا قرر ان يبدأ بمعتقد جديد مع كوكبة من اهل مصر


رواية كافكا على الشاطئ لهاروكا موراكامي

لعل هاروكا هو الكاتب الوحيد من نوعه الذي يجيد استخدام اسلوب مبسط في وصف حالة غامضة بهذه الدرجة من البراعة, الرواية لها منحنيان, منحنى للغلام ذي الخمسة عشر عاما, كافكا, الذي قرر ان يهرب من لاذكرياته بواقع مجهول الى حياة جديدة يجد فيها الراحة النفسية, هاربا من المدرسة, والده, و القدر, كافكا ذكي جدا بالنسبة لعمره, و الصدف التي تقابله اما ان تكون امور حميده او امور لا يحمد عقباها, غرابه الصغير كورو الذي قد يكون غالب الظن نسج خيالي, هو من اكثر الشخصيات المرافقة له في القصة, و المنحى الاخر يتحدث عن العجوز ساتورو, المصاب بحالة مرضية عويصة, نتاج عمل ارهابي انكليزي في اليابان, اتصال القصتان فيه شيء من الغموض الا ان التصوير الروائي اقل ما يقال عنه بأنه عظيم, رموز شاعرية مثل الفتاة التي تأتي صباحا في الكوخ الوحيد, القطط المتكلمة, و تعبير كيف ان الروحية و الواقع لا تتصلان حتى اذا اتصلا, اراها امور جميلة الوقع على الروح.


قصيدة الكوليرا لنازك الملائكة

الموت الموت الموت.....كلمات تتردد في قصيدة نازك ذات الطابع الحر, وصف داء الكوليرا من قبل نازك و ربطه بالسكون يولد في المرأ حالة من الارتباط, فيشعر بكونه طفل ينتظر سبيل راحته المتمثل بالموت بعد ان فتك الداء بأهله, والاسلوب الشعري الذي استعملته نازك يجعل سكون المدينة يتقرب من اذهان الالاف خصيصا, ممن يعرفون كم هو عالي صوت هذه السكينة في خاطر الناس, و حتمية الموت لن تزيد الا الصراخ صوتا, و ارى ان الشاعرة ادركت تلك الحقيقة و رعب الوباء اكثر من مرة لتخلق مثل هذه القطعة من الشعر


دميان لهرمان هسه

ليس في الرواية شيء من الثبوتية, اعني ان وصفها لن يكون الا ابتذالا بيد انها تتكلم بشكل باطني عن فلسفة فرويد في الحياة و ربطها بسيره من حياة هرمان هسه, الرواية عبرت عن مدى التقلبات التي قد يواجهها الانسان في حياته و و اوضحها في مرحلة الطفولة, حين نرى كيف ان التمرد في موقف واحد في الحياة قد يغير مسير حياتك بالكامل, هذا بالأضافة الى ربط معتقدات ربط الخير بالشر و حقيقة الكيانات المتمثلة بهذا الربط كان فعلا تجسيد لمفتاح السلام في العالم, اكثر ما اعجبني في الرواية هو كيف ان سنكلير رغم تمرده لم يقم دميان بالتخلي عنه بسبب وعي دميان بعقل سنكلير الباطن المتفق مع وجهة نظر دميان في معتقده هو و اسرته


رواية المسخ لفرانز كافكا

ما احقر البشر!, بعد ان استيقظ جريغور نرى انه تحول ل..خنفساة؟ جريغور المعيل الوحيد لأهله لعل هذا اخر سيناريو كان يود حدوثه, جريغور يبذل المستحيل فقط ليفتح البابو يطمأن اهله و مدير اعماله بأنه بخير و جاهز للعمل, الا ان بعد اكتشافهم له و هو لذاته, بدا جريغور شديد الأمل بهم و حبه بهم لم يقطع, يرى نفسه في حظن اخته تعزف له لحنا من الحياة, رغم ان اخته هي اول من اقترح موته, موت جريغور البائس و في قلبه كل الحسره و الضيق على اهله..و فرح اهله لخلاصهم من عبأ كان ليس بالهين يوضح كيف ان المصلحة الذاتية قد تغلب الروابط الأسرية, و هذا يوضح جزء مهم من الية عمل البشر


رواية وحدها شجرة الرمان لسنان أنطون

ما أعشق العراقيين للموت و أعشق إياه لهم، فسنان هنا لم يكتب عن احداث مستوحاة بما هو فوق الواقع، و لم يأخذ النظر الى ما هو رائج في زمن التكلف الكتابي، فأخذ قلمه و كتب عن روح واحدة، و ما كانت هذه الروح مبهجة او حزينه، بل كانت فارغه إن صح التعبير، افرغها عسر الزمان، ندم القرار و ظلمة النور حين يطوي الفراق على صفحة من صفحات الزمن العسير، وصف روحي لشخص غادر هذه الأرض، اضحى جمال بغداد مستوضحا في هذه الرواية مهما بلغ الغدر من الزمان، و ما العراقيون بكافة صنوفهم الا نخل، مقطوع الرأس، محروق الجذع، خائن البستان، و بعضه يتغنى سعفه بريح الفراتين


قصيدة توفو في المنفى لسركون بولص

من اكثر الشعراء المحببين لقلبي, كيف لا يكتب قصيدة قصيرة بجودة شاعرية عظيمة؟ سركون غنى القصيدة للشاعر الصيني توفو واصفا افات الحرب و المجاعة, جثة المحارب و الحصان و اختلاط عظامهما و النار ما الا وصف لجيوش العالم المنهارة و انتكاساتها و انتصاراتها, و تغير الاحداث في قصيدة الشاعر يوضح عدم مبالاة البشر بما فات حين تكون بطونهم جياع يشتهون استذواق خبز مصنوع بصب عرق الخباز, رغم المجاعة.. ورغم الحرب و ما انتجت , و رغم الجمال و ما ارثى, لا يرى المتدافعون سوى رغيف الخبز و انعكاس النار على المرآة